• السيد عمار الحكيم: استجواب وزير الدفاع وقت المعركة يدلل على ضعف في تقدير المصلحة الوطنية

    2016/ 08 /03 

    السيد عمار الحكيم: استجواب وزير الدفاع وقت المعركة يدلل على ضعف في تقدير المصلحة الوطنية

    أبدى السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي استغرابه من الإصرار على استجواب وزير الدفاع وسط حرب شرسة مع الارهاب وعلى أبواب معركة الموصل المصيرية، عادا هذا الإصرار غير مبرر، في الوقت الذي يمثل فيه استجواب المسؤولين أو استضافتهم جوهر العملية الديمقراطية وأساس عمل السلطة التشريعية، مستدركا "ولكن هناك العديد من المفاصل المتلكئة والمتهرئة بعملها في الدولة وهناك الكثير من المواقف الإصلاحية التي تحدث عنها العديد من الأطراف ولكن لم تتم متابعته" متسائلا هل من المنطقي ترك كل هذا والإصرار على استجواب وزير الدفاع في الوقت الذي يحقق فيه الجيش الانتصارات والجنود يخوضون المعارك ونحن في قلب المعركة، واصفا ذلك بالضعف في فهم الأولويات وفي تقدير المصلحة الوطنية، مبينا ان تحول الاستجواب إلى وسيلة للابتزاز ان صحت "الادعاءات" أساس الفساد الذي يستوجب من الجميع الوقوف بوجه هذه الممارسات المنحرفة.

    جاء ذلك في الملتقى الثقافي الأسبوعي الأربعاء 3/8/2016 .

     

    نشدد على اخذ ما ورد في جلسة استجواب وزير الدفاع بمستوى عال من الجدية

    سماحته أبدى اعتراضه على طرح الأسماء على الرأي العام بدون تقديم أدلة وتوثيقها لأنها تخلق ثقافة التسقيط والتشهير دون مبرّر وهذه ممارسة تنتزع الثقة والمصداقية بين الطبقة السياسية التي ينتمي إليها السائل والمسؤول وبين الشعب، داعيا من لديه حقائق أن يوثقها ويقدمها للجهات المختصة لاتخاذ الموقف المناسب بشأنها وفق السياقات الدستورية والقانونية، مشددا على متابعة ما قيل في جلسة البرلمان الأخيرة وأخذه على مستوى عال من الجدية لأنه كلام خطير واتهامات تمس قلب العملية السياسية في العراق وحقوق الشعب والمؤسسة العسكرية.

     

    إعادة هيكلة الحشد الشعبي ضمن المنظومة الأمنية خطوة بالاتجاه الصحيح

    سماحته وصف الحشد الشعبي بالركن الأساسي في المنظومة العسكرية للدولة، مشترطا لقول "دولة" أن يكون الحشد الشعبي ضمن المواصفات الحقيقية في بناء الدولة التي يريدها الجميع، مذكرا بقتال أبناء الحشد الشعبي بكل شجاعة وإخلاص فكانوا خير سند للجيش والقوى الأمنية وقدموا التضحيات الكبيرة وصبروا وصمدوا وانتصروا بفضل من الله، عادا إعادة هيكلة قوات الحشد وجعلها ضمن المنظومة الأمنية الوطنية بصورة مباشرة ووضع الضوابط والتعليمات لها خطوة كبيرة بالاتجاه الصحيح، مبينا أن هذه الخطوة ستحول الحشد الشعبي من حالة حماسية عفوية إلى حالة عسكرية وأمنية منظمة تحافظ على روحية التضحية والوطنية لدى منتسبي الحشد من ناحية وتحفظ حقوقهم واستمراريتهم ضمن الإطار الرسمي والشرعي للدولة من ناحية أخرى، مشددا على استثمار الخبرة المتراكمة التي تكونت لدى الحشد وترسيخ الشعور الوطني والتضحية العقائدية كوسيلة مثلى لحماية الحشد، داعيا إلى دعم خطوات اندماجه الفعلي والعملي بالأطر الرسمية للدولة كي يكون احد الأركان الأساسية للمنظومة الأمنية.

     

    معركة الموصل تحتاج للابتعاد عن الحسابات والرؤية القاصرة

    سماحته أشاد بالانتصارات التي حققها "جيشنا وحشدنا وشرطتنا الاتحادية وعشائرنا الغيورة في جبهات القتال مع الإرهاب الأسود"، مبينا أن العراقيين فاجؤا العالم بما يمتلكون من قوة حقيقية وشجاعة عراقية أصيلة عندما حرروا الفلوجة بوقت قياسي وبأقل الخسائر الممكنة، لافتا إلى رهان البعض على معركة طويلة ومعقدة، ولكن اثبت العراقي انه قادر على الانتصار عندما يعرف حقيقة القوة التي يمتلكها وعندما يقاتل بقلب واحد وعقل واحد وهمة واحدة، مبينا أن النصر في الموصل سيعني  تطهر ارض العراق من دنس هذه الجرثومة التي فتكت بالعراق وبالمنطقة والعالم، معربا عن فخر العراقيين بقتالهم  الإرهاب التكفيري المتوحش نيابة عن العالم  ومنذ اكثر من عشر سنوات رغم ما تعرضوا له من أنواع الظلم والاتهامات وقدموا آلاف الضحايا الأبرياء واستصرخوا الضمير الإنساني وللأسف لم يكن يُسمع صوت العراق او يُتفهم ندائه وصرخاته إلى أن وصل الإرهاب المتوحش للجميع، في حين اكد انتصار العراقيين في الجزء الأكبر من المعركة وسيكملون الانتصار ويطوون صفحة الإرهاب والظلام، عادا الموصل عنوان "التحرر" من أسوء مرحلة في تاريخها وتاريخ العراق والمنطقة والعالم وليست  مجرد مدينة عراقية محتلة ومغتصبة، ومن هذا المنطلق يجب أن يشترك كل الشرفاء في هذه المعركة الملحمية الخالدة فهي معركة وطن ووجود وليست معركة جيوش وحدود، مشددا على ضرورة اختفاء الحسابات الضيقة والرؤية القاصرة والأفق والسياسة واستنهاض الوطنية وان يكون المنتصر هو العراق.

     

    حسم إدارة المواقع بالوكالة أولوية تقاس عليها جدية الحكومة في إجراء الإصلاحات

    سماحته عد الاستمرار بتجاهل موضوع حسم المواقع التي تدار بالوكالة إضعاف لأس الشراكة وزعزعة لقواعد الثقة وفتح لنافذة كبيرة من التشكيك في جدية الإصلاح الحكومي، مبينا "انه من غير المنطقي أن تعجز الحكومة عن معالجة ملف متورم وفيه شبهة فساد كبيرة كملف المواقع بالوكالة ومن غير المنطقي أيضا أن تتجاهل الحكومة وبهذه الطريقة كل المناشدات التي تطالبها بغلق هذا الملف ومنذ سنتين"، متسائلا كيف لحكومة مطالبة بتحجيم الفساد وزيادة الفاعلية في الأداء ان تتماهى مع ظاهرة وجود عشرات المواقع الحساسة التي تدار بالوكالة وبطريقة عشوائية؟، مبينا أن بعض المتعينين بالوكالة عينوا عن طريق المحسوبية وبعض التأثيرات الحزبية، مبينا أن الوقت المحدد بوثيقة الإصلاح الوطني انتهى وما زال التسويف في هذا الملف المهم والحساس، مؤكدا أن تيار شهيد المحراب سيرفع صوته أعلى وسيواصل إجراءاته بخصوص هذا الملف فهو أولوية على أساسها تقاس جدية الحكومة في إجراء الإصلاحات وتصويب عمل المؤسسات والقضاء على شبهات الفساد في عشرات المواقع المهمة والحساسة في الدولة.

     

    إنهاء شغور الوزارات يساهم في تقوية مجلس الوزراء ويطور الأداء الحكومي

    رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي دعا إلى إنهاء شغور الوزارات في الحكومة العراقية مما يساهم في تقوية مجلس الوزراء ويطور الأداء الحكومي، مشيرا الى إصرار كتلة المواطن على قبول استقالة وزرائها وما زال الأمر متعثرا، مشددا على حسم الأمر بأسرع وقت، مبينا أن كتلة المواطن قدمت ترشيحات من الوزراء الاختصاص المعروفين في وزاراتهم، مبينا أن عملية الإصلاح والبناء تحتاج إلى خطوات واثقة وسريعة وحاسمة وان البطء الذي تسير به بعض الخطوات يسبب فقدان القيمة العملية للقرارات المتخذة ويساهم في تغييب الحماس في أجراء إصلاحات مؤثرة وعودة الإحباط إلى الشارع، عادا إدارة المواقع الوزارية بالوكالة حالة غير صحية في دولة تسعى لتجاوز الصعاب وعبور التحديات، متمنيا لو كانت مزامنة الإصلاحات مع الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة البطلة لكان التأثير مضاعفاً والشعور بالثقة متزايداً حينذاك.

     

    إعادة النظر بقانون الانتخابات وتقليص عدد أعضاء مجالس المحافظات

    سماحته أوضح أن أساس العملية السياسية في العراق هي العملية الانتخابية وأساس العملية الانتخابية هو القانون الانتخابي وعليه فان تحديد القانون الانتخابي يمثل حجر الزاوية في إعادة هيكلة العملية الانتخابية وتصحيح مسار العملية السياسية، داعيا الى النظر بالقانون وإجراء التعديلات اللازمة عليه وأهمها تقليص عدد أعضاء مجالس المحافظات، ورفع المستوى التعليمي لأعضائها والعمل على أن تكون نتائج الانتخابات ضامنة للتمثيل الحقيقي وإرادة الناخبين، عادا القانون الجيد إسهام في إنتاج مجالس محلية جيدة وهي بدورها تساهم في إنتاج حكومات محلية فعالة بعيدا عن المساومات والتقاطعات والتحالفات المصلحية والنفعية الركيكة وتحفظ المسؤولين التنفيذيين من الوقوع تحت ضغوط المساومات والابتزاز، واصفا تعدد التجارب الانتخابية بالامر  الذي يعبر عن حيوية النظام الديمقراطي في العراق، مستدركا لكن ذلك التعدد يرهق ميزانية الدولة العراقية بتكاليف كبيرة، ويمد في عمر التنافس والتشاحن بين القوى السياسية المتنافسة، داعيا  إلى دراسة إمكانية أقامة انتخابات مجالس المحافظات ومجلس النواب في وقت واحد وحسم انتخابات مجالس الاقضية والنواحي.

     

    دعوة دول المنطقة إلى الحوار فيما بينها وان تعيد حساباتها

    سماحته جدد رؤيته بان المنطقة مقبلة على متغيرات سريعة وغير متوقعة وانَّ على العراق ان يكون مستعدا لهذه المتغيرات لأنه سيتأثر بها بشكل مباشر، مشيرا إلى أن التجربة الديمقراطية التي تعيشها منطقتنا هي تجربة حديثة وان آلياتها مازالت غير مكتملة ولهذا فان اغلب دول المنطقة تعاني بين الحين والأخر من اهتزازات قوية وغير متوقعة يضاف لها الحرب الإقليمية الدائرة في المنطقة وفي أكثر من مكان والتي يشترك فيها العديد من دول المنطقة بصورة مباشرة او غير مباشرة، مؤكدا ضرورة أن تعيد دول المنطقة حساباتها وان تجلس على طاولة حوار واحدة وتناقش كل القضايا الخلافية دفعة واحدة، مخاطبا دول المنطقة "مهما طالت الحروب وتعقدت الأزمات فانه في النهاية سيجلس المتخاصمون على طاولة واحدة وان سياسة كسر العظم سوف لا تجلب للمنطقة ألا مزيداً من الويلات والآلام".

     

    للاطلاع على نص الحديث السياسي في الملتقى الثقافي الاسبوعي (أضغط هنا)

    اخبار ذات صلة