• السيد عمار الحكيم : مشروع الكتلة الوطنية للإنقاذ ينطلق من الاتفاق على المبادئ الأساسية للعلاقة بين المكونات

    2016/ 05 /25 

    السيد عمار الحكيم : مشروع الكتلة الوطنية للإنقاذ ينطلق من الاتفاق على المبادئ الأساسية للعلاقة بين المكونات

      وصف السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي معركة الفلوجة بالعرس العراقي الذي يمتزج بدموع الفرح والحزن، عادا إياها شموخا عراقيا وحق عراقي خالص تأخر كثيرا، داعيا إلى استلهام الدروس من معركة الفلوجة ومنها أن العراقي يجب أن يقاتل بعقيدة وتحت راية الوطن فالقتال بعقيدة ليس كالقتال كوظيفة، لافتا إلى أن العراقيين أصبحوا جاهزين للدفاع عن وطنهم ومدنهم وحرائرهم من زاخو إلى الفاو مرورا بالموصل والفلوجة، عادا القتال بعقيدة أساس النصر ومنبع الوطنية ومعركة الفلوجة والمعارك التي سبقتها أثبتت أن العراقي متى ما قاتل بعقيدة فانه لن يهزم ولن يكسر، مبينا ان الدرس الثاني المستخلص من معركة الفلوجة وهو أن العراقيين عندما يقاتلون بعضهم يكونوا ضعفاء ومكسورين، مبينا أن مشروع الكتلة الوطنية للإنقاذ، ينطلق من الاتفاق على المبادئ الأساسية للعمل الجاد والرؤية الإستراتيجية للعلاقة بين مكونات الشعب في عراق فيدرالي ديمقراطي .

    جاء ذلك في احتفالية مولد الإمام المهدي "عج" بمكتب سماحته في بغداد الأربعاء 25/5/2016 .

    سماحته ذكر بان الخلاف هو من تسبب بسقوط الموصل وصلاح الدين والرمادي، معللا ذلك "لان البعض تصور واهما أن هذه ليست معركته والبعض الأخر تصور واهما ان من جاء محتلا سيكون ناصراً له"، مشيرا الى ان العراقيين اكتشفوا ان علاج ماساتهم بوحدتهم لكن بعد الكثير من المعاناة والألم فعادت صلاح الدين الرمادي واليوم نقاتل لاستعادة الفلوجة وغدا ستكون الموصل، مؤكدا ان الدرس الثالث من دروس الفلوجة هي ان الفلوجة للعراقيين وليست للإرهابيين أصحاب الفتن والفتاوى الشيطانية والإرهاب الأسود وان الفلوجة عروس عراقية سنزفها للعراق، مشددا على التصدي الذين يصطادون بالماء العكر ويتلاعبون بالألفاظ ويحاولون أن يوهموا الآخرين أن الفلوجة لهم أو البعض الذي يحاول أن يوحي أن الفلوجة أفعى في حضن العراق، مشيدا بالجباه إلى أثبتت للعالم أن العراقيين شعب لا يموت لأننا الحياة ولن نهزم ما دمنا نقاتل بعقيدة وتحت راية العراق.

    سماحته حذر من ان التحديات المركبة التي يواجهها العراق اليوم هي الأخطر منذ التغيير في عام 2003 ، داعيا الى التعامل معها بعقلانية، وتقديم حلول جذرية لا ترقيعية من اجل التقدم إلى الأمام بخطوات صحيحة وواثقة، منوها إلى أن هذه التحديات تخاطر ببلوغ نهايات مسدودة وعلى الطبقة السياسية إنتاج حلول وأفكار غير تقليدية لإنقاذ الوضع فالجمود على القواعد والأطر القديمة ما بات كافياً لإنتاج الحلول الحقيقية، مشددا على انهاء هذه الحالة الخطيرة وبأسرع وقت، لافتا الى ضرورة ان تحفز الدماء التي تسيل دفاعاً عن الوطن في معارك الشرف والكرامة السياسيين للتحلي بالوطنية العالية والعض على الجراح وسعة الصدر في تقبل الآراء المختلفة وتعميق اللحمة الوطنية والوئام بين أبناء الشعب الواحد وتغليب المصالح العامة وتجنب فرض الآراء والاجتهادات على سائر الشركاء وتحكيم الدستور والقانون في السلوك والمتبنيات، فضلا عن مراعاة الظرف الأمني الحرج والمعارك الشرسة مع الإرهابيين في عملية تحرير الفلوجة وتجميد الصراعات السياسية والعودة الى عقد اجتماعات مجلس النواب واستكمال التعديل الوزاري بأسرع وقت ممكن بما يضمن غطاء سياسياً كاملاً لمعركتنا الكبرى ونصرة حقيقية لمقاتلينا الشجعان، معربا عن أسفه لحالة الشلل التي تصيب البرلمان والحكومة وحالة القلق والترقب والتخبط التي تصيب القوى السياسية، محذرا من حملة إعلامية مركزة وعشوائية تحاول خلط الأوراق وزيادة الإرباك وتوسيع مساحة اليأس في المجتمع العراقي، مبينا ان من وسط كل هذا انطلق مشروع الكتلة الوطنية للإنقاذ، حيث تتركز مبادئها على الإصلاح وإعادة البناء والتنمية، مؤكدا جدية المجلس الاعلى في تبني هذا المشروع والانطلاق به مع الشركاء الذين يتقاربون معه في الرؤية للإصلاح وإعادة البناء والتنمية، مشيرا الى واقعية تيار شهيد المحراب في تبني الحلول السريعة والفعالة للمشاكل والأزمات التي تواجهنا وفي إقرار القوانين التي تساهم في تجاوز الكثير من الأزمات السياسية المزمنة والعمل على تحقيق أغلبية مريحة كي تدعم حكومة قوية وتنهي الخطوات الإصلاحية المتلكئة وتقر القوانين المهمة والإستراتيجية، مبينا أن مشروع الكتلة الوطنية للإنقاذ، ينطلق من الاتفاق على المبادئ الأساسية للعمل الجاد والرؤية الإستراتيجية للعلاقة بين مكونات الشعب في عراق فيدرالي ديمقراطي .

    السيد عمار الحكيم أكد على المشاورة مع الشركاء في وضع اهم مرتكزات العمل السياسي للكتلة الوطنية للإنقاذ، مقترحا التركيز على العدالة لكل مكونات الشعب العراقي من خلال المشاركة الفعلية في القرار السياسي والعمل التنفيذي وتفعيل مبدأ اللامركزية الإدارية في إصلاح وإعادة بناء هياكل الدولة ومؤسساتها، وفقاً للدستور والقوانين المرعّية وحسم القوانين الخلافية المهمة في البرلمان في المرحلة الأولى من مشروع الكتلة الوطنية للإنقاذ، مبينا أنها مبادئ قابلة للتطوير والتنقيح مع سائر الشركاء السياسين ممن ينضوي ضمن هذه الكتلة، محذرا من لعنه الشعب والتاريخ لمن يتمادى في اللعب والاستهانة بمصير الوطن ودماء أبنائه، مبينا ان المجلس الأعلى ليس عاجزا عن تقديم الحلول وإيجاد ألأرضية المشتركة مع الآخرين، مستدركا "لكننا كنا نلتزم بالاتفاق داخل الإطار الواحد ومن ثم الاتفاق في الإطار الوطني وعلينا اليوم أن نطوّر آلياتنا لإنتاج الحلول للازمات والتحديات التي نواجهها وتشكيل الكتلة الوطنية للإنقاذ يمثل واحدة من اهم هذه الآليات المطوّرة"، كاشفا عن اتصالات اولية مع مختلف القوى السياسية لذلك، واعدا برفع مستوى التواصل وفاعليته في الأيام القادمة، متاملا الوصول الى إعلان مبادئ أولية في غضون فترة قصيرة، مشيرا الى ادراك تيار شهيد المحراب الى حجم التحديات والصعوبات ولكن "واجبنا ان نعمل ونقدم الحلول ونبين لشعبنا في هذه الظروف الصعبة اننا قدمنا ما استطعنا بحسب امكانياتنا المتاحة ولم نقف متفرجين"

    سماحته سلط الضوء على الذكرى الأولى للفتوى المقدسة بالجهاد الكفائي للمرجع الأعلى الامام السيد السيستاني (دام ظله الوارف)، مبينا ان هذه الفتوى جاءت لتحمي الدولة من الانهيار وتنقذ الوطن من الافتراس على يد أسوء وأقبح فكر دموي منحرف عرفه التاريخ ، مشيرا إلى أن المرجعية أدركت خطورة التحدي في التوقيت الصحيح وشخصت عمق الإرهاب الأسود الزاحف علينا ليبيد شعباً كاملاً، لافتا إلى أن هذا الإرهاب ينمو ويكبر في بيئة عقائدية منحرفة، فكان لزاما أن يواجه بجيل عقائدي يكون قادراً على الصمود ومن ثم الانتصار في المواجهة المصيرية الشرسة وهكذا جاء الحشد الشعبي المقدس، مذكرا بان المد الإرهابي قبل عامين كان في اعلي حالاته وإمكانيات الحشد الدفاعية والميدانية في بداية تكوينها وكانت ومازالت المعركة شرسة جدا ولكنها تنبع من حالة إيمانية واستجابة للموقف الشرعي والوطني بوضوح، مشيرا إلى أن الإرهاب يقاتل بعقيدة منحرفة ويزعم انه يتقرب إلى الله بدماء الآلاف من الأبرياء كما فعل في كل ارض دنستها أقدامه، وأبشع مثال على حقيقة المجرمين هي الجريمة التي اقترفوها بحق الأسرى العزل في قاعدة سبايكر والتي كانت دليلاً على التوحش والانحطاط والانحراف العقائدي الذي يستند عليه الفكر الإرهابي التكفيري المجرم في قتاله وتنفيذ مخططاته، داعيا إلى تسليط الضوء بشكل أوضح على بشاعة المجرمين والإمكانيات التي يمتلكونها وعقيدتهم الشيطانية المنحرفة، موضحا أن سياسة الإرهاب الدموية لم تأتِ من فراغ وإنما عن وعي ودراية وفتاوى متطرفة ومنحرفة وشيطانية، مشيرا إلى أن التاريخ يخبرنا عن عصابات استخدمت أسلوب الإرهاب الدموي غير المتوقع من اجل أن تشرد شعباً وتستبيح دولة وتغصب أرضا كما فعلت العصابات الصهيونية في فلسطين قبل أكثر من 60 عاماً، معربا عن سروره لكون كل دموية الإرهاب ووحشيته باتت تحت إقدام الحشد الشعبي المقدس أولئك المقاتلون المتطوعون الذين استطاعوا ان يوقفوا طوفان هذا المد الشيطاني بكل ما يمتلكونه من صدق وايمان، مشددا على الحاجة إلى روحية الحشد القتالية والعقائدية مادامت معركة العراق مع الإرهاب التكفيري ذوي العقيدة المنحرفة مستمرة في العراق.

    سماحته عد بدأ طلبة المراحل المنتهية بتأدية امتحاناتهم محطة حاسمة في مستقبلهم ، داعيا الى توفير مناخات مناسبة لادائها وهو ما يحمل العوائل في البيوت والأسرة التربوية في قاعات الامتحان مسؤوليات مضاعفة، متمنيا للطلبة التوفيق والنجاح.

     

    للاطلاع على نص كلمة السيد عمار الحكيم ( أضغط هنا )

    اخبار ذات صلة