السيد الحكيم يدعو من ديالى إلى تنافس شريف ورفض المال السياسي والضغوط الانتخابية
في التجمّع الانتخابي الكبير لجماهير تحالف قوى الدولة الوطنية في محافظة ديالى، محافظةِ التنوّع، وعاصمة البرتقال، ومدينة التضحية والفداء والشهادة والوطنية العراقية، استذكر سماحةُ السيد الحكيم، رئيسُ تحالف قوى الدولة الوطنية، تلك التضحيات التي قدّمتها ديالى والوطن، وتلك الظروف الصعبة التي عاشتها المحافظة، مبيِّنًا أن ديالى اليوم تعيش حالةَ أمنٍ وأمانٍ بفضل الله، وهديِ المرجعية الدينية العليا، ودماءِ وتضحياتِ وعطاءِ أبنائها الأوفياء، وتضحياتِ الأجهزة الأمنية والحشد الشعبي.
وأكد سماحته أن ثنائية المرجعية الدينية والعشائر هي التي حفظت العراق في محطّاتٍ تاريخيةٍ من مسيرته، وهي مصدرُ الخير والتوفيق، مستذكرًا التحدّيات الأمنية وكيف تخادم البعثُ الصدامي مع الإرهاب لضرب المشروع العراقي، وقد تجلّى ذلك في أزمة داعش، حيث إنّ البعث الصدامي تورّط بدماء العراقيين قبل عام 2003 وما بعده، مؤكّدًا أن التقارير أثبتت أنّ فتوى الجهاد الدفاعي هي التي أجهضت المشروع وقلبت المعادلة على الإرهاب، إذ هبّت العشائر وانكسر حاجز الخوف، وهذا ما يجعل المرجعية صمّام الأمان في إجهاض المشاريع الخبيثة وجمع كلمة العراقيين.
وقال سماحته: إنّ دولتكم ومنجزاتكم ووسطيتكم واعتدالكم وأمنكم واستقراركم، #لا_تضيّعوها، هي تعبيرٌ عن موقفٍ وطنيٍّ تجاه التحدّيات التي عاشها العراق. وإنّ العراق اليوم أمام مفترق طرق وانتخاباتٍ مصيريةٍ تُؤسّس لبداية مرحلةٍ جديدة، ستضع الأسس للاستقرار المستدام إذا ما أردنا ذلك واخترناه عبر المشاركة الواسعة والفاعلة والواعية، ضمانًا لحقوق الجميع من المشاركين والمقاطعين.
وشدّد سماحته على ضرورة التنافس الشريف، رافضًا المصالح الفئوية والشخصية على حساب المصلحة الوطنية، ومحذّرًا من المال السياسي وشراء الضمائر، ومن استغلال موارد الدولة في دعم فئةٍ على حساب أخرى.
وأعرب السيد الحكيم عن رفضه الضغطَ على الناخبين واستخدام الوسائل غير المشروعة في التنافس عبر التسقيط والتشهير ولصق التهم، مؤكّدًا أنّ الأمن الانتخابي يتطلّب أمن المرشّح وسمعته، وأمن الدعاية والتجمّعات الانتخابية، وأمن الناخب في التعبير عن قناعته دون ضغوط.
كما حمّل سماحته مفوضية الانتخابات مسؤولية الحفاظ على أصوات الناخبين وإرادتهم، داعيًا الكتل السياسية إلى تحديد أولويات المرحلة القادمة، قائلاً إنّ تحالف قوى الدولة الوطنية يسعى إلى تعزيز الاستقرار السياسي وترسيخه، لأنه يستجلب الاستقرار الأمني، ومن ثم الازدهار الاقتصادي والرضا الشعبي، ما يؤدي إلى التفاف الناس حول الدولة القوية المستقلة المستقرة العادلة المزدهرة.
وأوضح سماحته أنّ تحقيق ذلك يتطلّب تطمين شركاء الداخل وشركاء الإقليم والعالم، فالعراق لكل العراقيين وليس حكرًا على مكوّنٍ أو طائفة، وفق حجم وتوازنات المكوّنات، وكلٌّ يتحمّل ويكسب بحسب حجمه ومساحته ودوره. ودعا المكوّن الأكبر إلى طمأنة بقية المكوّنات، كما دعا المكوّنات الأخرى إلى احترام حجم المكوّن الأكبر ودوره، مؤكّدًا أهمية إطلاق رسائل المحبّة والثقة فيما بيننا، وطمأنة المنطقة والعالم.
وأشار سماحته أيضًا إلى أنّ الإصلاح الاقتصادي يبدأ بـ الإصلاح الزراعي، ومعالجة شحّة المياه وأزمة إدارتها، إضافةً إلى توفير الأسمدة و البذور و المبيدات والأسعار المناسبة، ودعم الفلّاح ومنتجه في مواجهة التنافس مع المنتجات المستوردة، مشدّدًا على ضرورة تقوية المصانع، وموضحًا أنّ لديالى باعًا طويلاً في الصناعة، مع التأكيد على أهمية توفير الكهرباء والقروض الميسرة، ودعم القطاع الخاص، وفرض الضرائب على البضائع المستوردة.
وأكد سماحته كذلك ضرورة تفعيل القطاع السياحي، فالعراق بلدٌ سياحيٌّ أثريًّا ودينيًّا و طبيعيا، ويمتلك ثروةً سياحيةً متنوّعة في كل القطاعات. ودعا إلى دعم الاستثمار وجلب رؤوس الأموال من الداخل والخارج، من العراقيين وغير العراقيين، مع سنّ تشريعاتٍ وتسهيلاتٍ تُيسّر عملية الاستثمار، مشدّدًا على اعتماد الحوكمة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لما لذلك من دورٍ في توفير فرص العمل وحماية الأموال.
وقال سماحته إنّ أولويات الخدمات هي الماء والكهرباء والصحة والتعليم والبنى التحتية، مع أهمية التمسك بالقيم الاجتماعية والدينية والوطنية. ودعا إلى تعزيز العلاقات الإقليمية والدولية، والانفتاح على الجميع، وتحقيق التوازن في العلاقات، باعتبارها ملفاتٍ تسهم في انطلاق المجتمع.
وفي الختام، شدّد سماحته على دعم الشباب وتمكينهم، داعيًا إلى التصويت لمرشّحي تحالف قوى الدولة الوطنية الذين مثّلوا الفسيفساء العراقية في محافظة ديالى.